حكى لي صديقي موسى عن حادثة حضر لواقعتها وعاش اطوارها قبل ان يسرد ما رأه بأم عينيه اطمئن على احوالي خصوصا ان الاخير يقطن حاليا بعروسة الشمال طنجة ترك الدريوش منذ سنوات ..عموما بينما كان المدعو موسى يتجول في جهة الكورنيش في انتظار اذان الظهر لإجل ان يؤدي الصلاة مع الجماعة خصوصا انه يوم الجمعة واصل صاحبنا السير الى ان فضل الجلوس على صخرة جنب البحر بدأ ينظر بإمعان في امواج البحر وهي ترطم في الصخرة التي جلس عليها في حين كان يلتفت يمينا وشمالا ..فجأة اثار انتباهه مشهد فتاة وهي تنزع جلبابها وتصعد على الجدار الفاصل بين البر والبحر (قال لي صديقي) وقفت مذعورا وعيوني متوجهة صوب الفتاة فما ان رأيتها تلقي بنفسها في البحر بعد ان اختارت المكان العميق حتى هرولت مسرعا نحوها لم اتردد في نزع القميص والغوص في اتجاهها مديت لها يدي وامسكت بها بكل قوة انذاك تبين لي ان الفتاة تحتضر ..اخرجتها بمساعدة بعض الاخوان ثم جلست والانفاس تختنق في حنجرتها كما ان الكلمات تتبعثر في فمها...بعد ان اسرجعت وعيها صرخت في وجهها وقلت لها ماهذا التصرف الانتحار ليس حل ..لكنها لم تجبيني ولو بكلمة واحدة لأنها لم تفهم الريفية ..حين ذاك قلت لها واش اهبلتي ولا (اعلش ابغتي تنتحري اي مشكل مخصوش يديك للإنتحار) بعد ان استفسرها احد الحاضرين عن الدواعي والاسباب وراء اقدامها على الانتحار لم تجب وفضلت الصمت ..لكن تبين لنا من خلال بطنها المنتفخ انها حاملة قلت لها راكي حاملة هزت رأسها بنعم ...عندما طلبت منها الذهاب الى الفندق قالت لنا بأنها لا تتوفر على البطاقة الوطنية ولا على اي وثيقة تثبت هويتها الشيء الذي عقد المأمورية كما اتضح لنا ان هذه الفتاة دون الثامنة عشر من العمر بالإجماع اتفق شهود عيان على ضرورة اخبار رجال الامن خشية ان تعيد الكرة وتزهق روحين في ان واحد تركت الحضور يقمون بالمهمة في حين ذهبت لأصلي صلاة الجمعة :
اكيد ان الله وحده من سيجازي صاحبنا واعوانه في انقاذ روحين من موت محقق ، الواقع ان غلطة الضحية كانت كبيرة على جميع المستويات والطامة انها فكرت في حل المشكلة بمشكلة اكثر منها جسامة ، فالضحية وحدها من تعرف معنى "كلمة حاملة" معلوم ان مشاكل جنسية لا تعد ولا تحصى في مجتمعاتنا يوميا تفجائنا مختلف الجرائد بمثل هذه الجرائم المتمثلة في الاغتصاب الحمل الإجهاض ..لكن من يأخذ الدرس؟ ومن يستخلص العبر؟ بخلاصة فالعلاقات المشبوهة تجر من الالف الف الى الياء الى مثل هذه الحمقات التي لا تغتفر ولا يرحم المجتمع إزائها.