المهاجرون المغاربة في أوروبا يقضون إجازتهم في بلدهم
محملين بأكياس القهوة والشاي.. وسياراتهم تثير الفضول
الرباط: لطيفة العروسني
يستقبل المغرب مطلع كل صيف الاف المهاجرين العائدين الى بلدهم لقضاء عطلتهم السنوية، اتين من مختلف الدول الاوروبية، وعلى رأسها فرنسا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا وبريطانيا.
غالبية المهاجرين المغاربة لا يحلو لهم قضاء عطلتهم الصيفية الا في المغرب لأنهم يجدون متعة كبيرة للقاء ذويهم وأهاليهم بعد عام كامل من الفراق، وفرصة كذلك للاستمتاع بشمس المغرب وشواطئه الجميلة. وتنتظر اسر المهاجرين بدورها عودة ابنائها بفارغ الصبر، حيث لا تكتمل أي فرحة او حفل زفاف او خطوبة الا بحضورهم، لذلك يأتون كل عام محملين بالهدايا، ولا يغادرون اوروبا الا بعد التأكد من أنهم جلبوا هدية لكل فرد من افراد العائلة الصغار منهم والكبار، حيث تعودت عائلاتهم انتظار ما سيقدمون لهم من هدايا بمجرد وصولهم، ومن اجل ذلك يستعد المهاجرون قبيل سفرهم للتسوق والبحث عن الهدايا المناسبة، فقبل السفر يفرغون محلات «السوبر ماركت» في البلدان الأوروبية، من أكياس القهوة والشاي التي يشترونها بكميات وافرة، وكأن هذه المواد مفقودة من السوق المغربية، بالإضافة الى اكياس الحلوى والشكولاته. ولا تقتصر الهدايا على ما يأكل فقط، فالأحذية والملابس مثل المعاطف الشتوية الثقيلة والقمصان الصيفية، و«تي شيرتات» هدايا مطلوبة ايضا. اما اهم ما يثير الانتباه والفضول، هو «ماركة» السيارة التي يأتي بها المهاجرون، والتي تصبح حديث الجيران، وتدغدغ خيال شباب الحي الذي مازال متعلقا بالحلم الاوروبي، فكلما كانت السيارة «اخر موديل»، فهي دليل على الرفاهية التي يعيشها المهاجر في اوروبا ودخله المادي المرتفع، حتى وان كانت الحقيقة غير ذلك.
لكن الملاحظ هو ان حمولة سيارات المهاجرين المغاربة خفت بكثير عما كان عليه الامر في السنوات الماضية، اذ كانوا يدخلون المغرب وهم يحملون على سياراتهم «اكواما» من الحاجيات والاثاث المنزلي، مثل الزرابي، والأدوات الكهربائية المستعملة وحتى الدراجات الهوائية، عندما كانت هذه الاشياء غير متوفرة في جميع البيوت المغربية بسبب ارتفاع ثمنها، اما حاليا فيمكن القول انها اصبحت في متناول الجميع، ولا حاجة لانتظار من يجلبها من الخارج، بل انعكست الآية وأصبح المهاجرون يعودون الى اوروبا محملين بالأواني وقطع الديكور المنزلي المصنوع في الصين، التي يكتشفون ان ثمنها ارخص بكثير في المغرب، هذا عدا «خيرات البلد» من التوابل والسمن والحلويات المغربية. وخلافا للسنوات السابقة، تحظى عودة المهاجرين المغاربة باهتمام اعلامي كبير، حيث تستقبلهم كاميرات التلفزيون وميكروفونات المذيعين في الموانئ والمطارات، للتعبير عن «فرحتهم بالعودة الى ارض الوطن» وهي العبارة «الرسمية» والشائعة التي تتردد طوال الصيف في الاذاعة والتلفزيون المغربيين، لتأكيد مظاهر «الترحيب» بالجالية المغربية في الخارج والتي تشعر بمجرد وصولها «بصعوبة الاندماج» في بلدها الاصلي ايضا، فظروف العودة لا تكون ملائمة في كثير من الاحيان بسبب تعقيدات اجراءات السفر عند نقاط العبور، ويعبر الكثيرون امام الكاميرات عن غضبهم وتذمرهم من ظروف السفر غير المريحة على متن البواخر التي لا توفر خدمات جيدة للمسافرين على متنها، ويشكون من تعقد الاجراءات الجمركية، الا ان مثل هذه الشكاوى لا تمر الا بشكل عابر، بسبب تعرضها للبتر من قبل جهاز الرقابة في التلفزيون، فالكاميرات لا يجب ان تنقل سوى ابتسامات الرضا ومظاهر الفرحة في العيون.