المنفعة و اليسر و رفع الحرج من المقاصد الكلية في الإسلام
كاتب الموضوع
رسالة
المدير العام Admin
المساهمات : 292 تاريخ التسجيل : 07/01/2008
موضوع: المنفعة و اليسر و رفع الحرج من المقاصد الكلية في الإسلام السبت مايو 10, 2008 5:05 am
المنفعة واليسر ورفع الحرج من المقاصد الكلية في الإسلام لأن الله تعالى بين الغاية الكبرى من بعثة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وهي من أجل رحمة العوالم كما في قوله عز وجلوما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) أي خير ونعمة، فهذه الشريعة إذن جاءت: لجلب المصالح "المنافع" ودرء المفاسد "المضار والشرور" ومقاصد الشريعة كلها مصالح للعباد في العاجل والآجل، والمصالح لا تكون إلا ثمرة للأعمال الصالحة، والعمل الصالح هو الخير النافع المتضمن للصواب في الأمر.
هذه بعض مقاصد الشريعة، ومن مقاصدها أيضا: رفع الحرج والمشقة كما قال تعالى(وما جعل عليكم في الدين من حرج)) ورفع الحرج يقتضي اليسر والتخفيف، وهو ما وضحه الله تعالى في قوله(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)) والجودة الشاملة وسيلة لهذه المقاصد الشرعية، والوسائل تأخذ حكم المقاصد.
و حينما تكثر التعقيدات ومستلزمات المدنية الحديثة، حينئذ يجب على المجتمعات أو المؤسسات أن تفكر مليا عبر أجهزة مختصة، في الأسلوب الأمثل لاستخدام واستثمار الموارد الإمكانات المتاحة، من أجل الوصول إلى أهداف المجتمع، وسد حاجاته الكثيرة والمتسعة، حيث لم يعد من المجدي استثمار الطاقات، ولا تلبية الحاجات من خلال مجموعات المشاريع المتلاحقة، التي لا يربط بينها رابطة، ولا تتمحور حول متطلبات كبرى ترغب المؤسسة في الوصول إليها.
و إذا كان لا بد لكل مؤسسة أو جامعة أو جماعة من خطة حضارية، فإن مضامين تلك الخطة وأهدافها وأولوياتها تختلف من جماعة إلى أخرى حديث تختلف المتطلبات وأنواع المعاناة، كما تتفاوت الإمكانات المتاحة وفرة وندرة، ولقد قالوا:
إن من لا يتقدم لا يبقى في موقعه النسبي وإنما يتقهقر.
و كثير من الناس غير قادر على إدراك الواقع لا بسبب هروب الواقع ولكن بسبب هروبه من الواقع.
و الخطة الناجحة لا تكون إلا بنتا للمعلومة الناجحة.
و تراكم الخبرات الإنسانية واتساع الحاجات جعل أي مرحلة سابقة لا تتسع في أطرها وتنظيماتها لمرحلة لاحقة مما يدعو إلى الاجتهاد والتجديد.
و إن من مهام المبدعين الأساسية وضع الأنظمة الصغرى في أنظمة أشمل.
و إن المثقف الحق هو الذي يتجاوز مرحلة تكديس المعلومات إلى مرحلة ملكيتها والوعي الكامل بترابطاتها وأساليب التوليد منها ونتائج تطبيقاتها.
فليس للتقدم أية قيمة ما لم نمنحه معنى من خلال مشروع عظيم.
والحاضر سيظل أقرب إلى التسيب ما لم نضغط عليه بطموحات وآمال مستقبلية تتطلب استثماره.
فالاستسلام للمألوفات مصدر عظيم للتكرار و خمود نور الفكر.
و التفكير الجيد مهارة يصنعها التدريب.
و ليكن شعارنا دائما: باشر ما هو ممكن.
و إن الأمم المنتصرة على أعدائها هي أمم حققت نصرا داخليا أولا.
نرجو الله تعالى أن يقر أعيننا بالنصرين و أن لا نخرج من هذه الدنيا إلا و هو عنا راض، إنه نعم المولى و نعم النصير
المنفعة و اليسر و رفع الحرج من المقاصد الكلية في الإسلام