رابعا : بث ونقل الشعائر الدينية :
إيمانا منها في كسب ود السواد الأعظم من المتلقين للمواد الإعلامية المختلفة ، تسعى معظم وسائل الاتصال الجماهيري إلى تغطية وبث الشعائر الدينية وفق السياسة العامة لوسيلة الإعلام ، وذلك بشكل يومي أو التركيز على أحداث دينية محددة وخاصة في المناسبات الدينية الأساسية الأسبوعية أو الفصلية أو السنوية ، حيث يتم إجراء اللقاءات والحوارات مع كبار المسؤولين الدينيين أو مع عامة الشعب ميدانيا أو مكتبياً ، مثل نقل وقائع الصلوات والعبادات والطقوس الدينية الإسلامية أو المسيحية أو غيرها ، من المساجد يوم الجمعة أو الكنائس يوم الأحد ، لتبقى وسائل الإعلام قريبة من نفسية المتلقي وبالتالي كسب مصداقية لدى الجمهور .
خامساً : التسلية والإمتاع والترفيه :
يسعى القائمون على وسائل الإعلام المختلفة لتضمين مواد مسلية للترفيه والترويح والتنفيس عن المتلقين قراء أو مشاهدين أو مستمعين لتمضية أوقات فراغهم ، بمختلف فئاتهم العمرية والنوعية ، الأطفال والشباب والرجال والنساء على حد سواء ، وذلك لأن هموم الحياة ومشاغلها كثيرة ومتشعبة ، والإنسان بطبعه يحب التنويع في مسيرة الحياة اليومية ، وهو بحاجة ماسة إلى الترويح عن النفس لنسيان أو تناسي المنغصات العادية أو الطارئة ولكي يتمكن من ممارسه حياته الطبيعية اليومية بشكل عادي خال من التوتر . وتشتمل المواد الإعلامية على العديد من الفقرات الإذاعية أو التلفزيونية أو المكتوية في الصحف والمجلات وغيرها ، مثل الموسيقى والأغاني والمنوعات التقليدية والعصرية والكلمات المتقاطعة والجوائز المالية والعينية وسواها .
سادساً : الدعاية والحرب النفسية Propaganda & Psychological war face
أ)أهداف الدعاية :
تلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً في عملية الدعاية الفكرية والفلسفية والسياسية والدبلوماسية والعقائدية لنظام سياسي أو حزب سياسي أو تنظيم جماهيري أو ثورة من الثورات للتأثير على المستمعين المراد إيصال المعلومات والبيانات السياسية إليهم وفق سياسة إعلامية مبرمجة ، إضافة إلى شن حملة نفسية واجتماعية ضد سياسات معينة معادية للنظام السياسي في الدولة أو معادية ومناهضة للثورة ، وذلك بهدف إضعاف عزيمة العدو وتثبيط همته ، أو إثارة الكراهية والحقد وبث التشكيك وزرع عدم الثقة على نظام سياسي أو جماعة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو دينية .
كما أن الإعلام يلعب دوراً نفسيا من الناحية الايجابية محلياً ، في بناء الاتجاهات السياسية في المجتمع أو الدولة ، عن طريق تقديم الخدمات الإخبارية والثقافية الشاملة على مدار الساعة ونقل ما يستجد من أحداث ، وتوعية الشعب وحثه على المشاركة في الحياة السياسية العامة والانتخابات النيابية والمحلية من خلال الندوات والمهرجانات والمحاضرات واللقاءات والحوارات والأحاديث الإعلامية للمسؤولين على اختلاف مستوياتهم ومسؤولياتهم . .
ب) عناصر الدعاية
على العموم ، تتركز الدعاية والحرب النفسية على عنصرين أساسيين ، هما :
1. إبراز قوة المرسل الذي يشن الحملة الإعلامية من النواحي الاستراتيجية السياسية والعسكرية والاقتصادية والمقدرة على مواجهة الصعاب رغم قسوة الظروف للدفاع عن مبدأ أو مبادئ محددة مهما يحتاج ذلك من ثمن مادي ومعنوي .
2.التركيز على مظاهر الضعف العام للعدو ( المتلقي المقصود ) ، بكافة السبل المقنعة للجمهور بإيراد الحجج والبراهين الملموسة بتواريخ وأرقام إحصائية محددة ، وقد تجرى الاستعانة ببعض المناصرين السابقين للعدو والذين لجأوا إلى معاداته بسبب خلافات إيديولوجية أو فكرية أو سياسية أو دينية طارئة ، وذلك بهدف النيل من المعنويات العامة وتثبيط الهمم ، عبر ترديد الرسالة الإعلامية الموجهة باللغة التي يفهمها المتلقي وعدم استخدام الرموز المبهمة وغير المفهومة . وتتركز الحرب الدعائية على عدة مقومات ، أهمها : البساطة ، الإثارة والتشويق وجذب الانتباه ، القابلية للتصديق ، صلة المادة المباشرة بالناس المخاطبين ، التوافق وعدم التناقض ، الترديد والتكرار ، واستخدم لغة العدو ، واستخدام شعارات رمزية ثابتة أو متحركة .
ج) أنواع الدعاية : تشتمل الدعاية على الترويج ( Agitation ) وقد تشتمل الدعاية كافة أشكال الاتصال . وهناك عدة أنواع للدعاية هي [2] : أولا : الدعاية السياسية : تهدف إلى الاتحاد أو العمل الجماعي لإقناع الناس بالتغلب على الفردية والأنانية لمصلحة جماعية ( نظام حكم ، حزب سياسي ) تؤثر على أولئك الذين لديهم اقتناع كلي أو جزئي تعطي قوة وسلطة للمشاعر الشعبية والقومية العامة .
ثانيا : الدعاية التجارية ( الاقتصادية ) : تحسين صورة منتج معين أمام الجمهور ، وتقديم نصائح سارة للمستهلك .
ثالثا : الدعاية الاجتماعية : الدعوة إلى مبادئ معينة وسلوك اجتماعي معين بين الناس .
د) أشكال الدعاية : أما بالنسبة لأشكال الدعاية فتشتمل على نوعين هما :
1) الدعاية المكشوفة : وتسمى الدعاية البيضاء White Propaganda ، يعلن فيها الداعية عن نفسه أي أن مصدر الدعاية معروف .
2) الدعاية المقنعة : وهي الدعاية المستترة وتسمى الدعاية السوداء Black Propaganda وهي دعاية لا يعرف مصدرها .
هـ ) وسائل الدعاية : أما بشأن وسائل الدعاية فتعتمد على أربع وسائل أساسية هي [3] : 1) المطبوعات : الصحف والمجلات والكتب والنشرات والمنشورات وإعلانات الجدران والملصقات والبوسترات وغيرها .
2)الوسائل السمعية أو المنطوقة ( خطب أغاني ، أناشيد وطنية ، شائعات وحملات الهمس ) .
3)الوسائل البصرية المرئية ( التماثيل ، والصور الفوتوغرافية ، وأشرطة الفيديو والعلامات والآرمات والإعلام والرموز والشعارات ) .
4)الوسائل السمعية والبصرية التي تجمع الصوت والصورة مثل : السينما والتلفاز والمسرح والاستعراضات والمواكب الجماهيرية والمشاهد ) ولهذه الوسائل تأثيرات أكثر من الأخريات .
و)أساليب الدعاية :تتعدد أساليب الدعاية لتشمل عدة وجوه هي :
1) الأساس الفكري للدعاية – العار والخزي .
2) الإثارة – تهييج الرأي العام .
3) تقسيم الأدوار ( المنظم ، المحرض ) .
4) الاعتماد على الفضائح .
5) شعار الدعوة – تخليص الفكر من رواسب معينة .
6) الثقافة والتعليم : توفير مواد ثقافية وتعليمية .
سابعاً : الرقابة العامة :
من خلال عملها العادي ، الآني ، أو اليومي على مدار الساعة أو الأسبوعي ، تقوم وسائل الإعلام الحرة المستقلة أو الحزبية أو حتى الحكومية ، أو الأهلية بدور الرقيب العام على تصرفات وسلوكيات السلطات الثلاث ( التنفيذية والتشريعية والقضائية ) ، للتعبير عن آمال وطموحات الشعب وطرح همومه اليومية ، وقد تكون عملية الرقابة مباشرة أو غير مباشرة بوساطة توجيه النصح والإرشاد أو النقد أو الاعتراض ، على سياسة من السياسات الحكومية ، للحيلولة دون تنفيذ قرار محدد ، أو على ممارسة غير طبيعية أو غير مقبولة اجتماعيا أو دينيا أو قانونيا أو سياسيا أو أمنيا . وتتركز عملية الرقابة الإعلامية على سلطة من السلطات الثلاث من خلال عمليات الضغط النفسي والشعبي والرسمي على الحكام والمسؤولين باستخدام كافة أساليب الضغط والتأثير للابتعاد عن الديكتاتورية والتعسف وبالتالي إتاحة المجال للشعب للمشاركة في صنع القرار وبالتالي المساهمة في عملية الاستقرار والأمن النفسي والجماهيري العام . وتستطيع وسائل الإعلام أن تساهم بدرجة كبيرة في حل المشكلات العامة أو التخفيف منها ومواجهة التحديات العامة بأفضل السبل المتاحة .
وتتباين عملية الرقابة العامة لوسائل الإعلام وتأثيرها في المجتمعات الغربية عنها في المجتمعات النامية ، في الأنظمة الديموقراطية أو الدكتاتورية ، للكشف عن الفساد الإداري والمالي والاجتماعي والسياسي ، وكلما سادت حرية الكلمة والرأي والتعبير في المجتمع كلما زادت عملية الرقابة العامة على سلوكيات سياسية أو برلمانية أو ثقافية أو دينية وسواها . وكلما زادت عملية ممارسة الرقابة الإعلامية الصادقة والمسؤولة ، على التصرفات للإفراد أو المؤسسات أو الوزارات كلما زادت مصداقية الوسيلة الإعلامية التي توجه النصح والنقد والاعتراض للدفاع عن حقوق الأفراد والجماعات لدى الجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية وبالتالي كلما ارتفعت نسبة تأثيرها على الرأي العام واكتسبت السمعة الإعلامية الحقيقية القادرة على إحداث التغيير المطلوب .
ثامناً : التنمية الاقتصادية والإعلانات التجارية :
والإعلانات التجارية أو الرسمية لنشاطات وفعاليات المؤسسات العامة أو الخاصة ، مهمة في عملية التمويل المالي لعمل المؤسسة الإعلامية المعنية من جهة ، لدفع الرواتب وإضافة التطويرات التقنية والإدارية ، وضرورية أيضا لتعريف المتلقي للرسالة الإعلامية بنوعية السلع والخدمات الوطنية المنتجة لزيادة تسويقها وبيعها . وتستخدم في الإعلان لغة رمزية محددة للترغيب في اقتناء سلعة معينة وتفضيلها عن مثيلاتها المحلية أو الأجنبية ، والإعلانات الرسمية والشعبية غير التجارية أيضا تحتل مساحة معينة في وسائل الأعلام أو الاتصال الجماهيري لإيصال خبر أو معلومة إلى فئة في المجتمع أو إلى الشعب ككل . وتهدف الدعاية الإعلانية للترويج لسلعة تجارية لزيادة مبيعاتها وإقبال الناس عليها بإظهار النواحي الايجابية المميزة لها .
تاسعا : بناء العلاقات العامة : Public Relations
تهدف وسائل الأعلام إلى بناء العلاقات العامة الطيبة مع الجمهور من خلال الدعاية والترويج لموضوع معين لإكتساب التأييد العام والرضا العام . ويطلق على عملية بناء العلاقات العامة هندسة الرضا والتفاهم ، وبالتالي فان العلاقات العامة المتأتية من وسائل الاتصال الجماهيري تعتمد على نقل المعلومات والأفكار والحقائق مبسطة لتفسير ظاهرة أو سلوك معين لمؤسسة أو وزارة أو منشأة اقتصادية . وهي جهود مدبرة مبرمجة هادفة ومتواصلة لتحقيق التفاهم بين المرسل والمستقبل ( المؤسسة والشعب ) ، والعمل على تحقيق الانسجام أو التكيف الاجتماعي بين المؤسسة والشعب . فالعلاقات العامة تعتبر فن ( هندسة وتدبير التفاهم والرضا ) أو ( الإنسان الوسيط ) أو ( السفير ذو النية الطيبة ) . وتهدف العلاقات العامة إلى جعل المؤسسة في أحسن صورة أمام الأفراد والجماعات والجماهير وبالتالي تهدف إلى بناء علاقات طيبة أو الاحتفاظ بها وتجنب أو إزالة سوء التفاهم أو العلاقات السيئة ، والإصلاح والتدعيم من وراء الستار . وللعلاقات العامة فنونا متعددة في بناء المصالح والاهتمامات .
وتبرز العلاقات العامة في الانتخابات السياسية والعامة بشكل سريع ومتسع ، فهي ذات أهمية مركزية للعمل السياسي وتشتمل العلاقات العامة حالتي الدفاع والهجوم الإعلامي .
على أي حال ، تبرز أهمية وسائل الاتصال الجماهيري في العالم بشكل لافت للنظر ، عبر الإعلام والتوعية الملتزمة بالأخلاق الحميدة والقيم والمثل العليا والأعمال الصالحة الفضلى في المجتمع وفق منهجية وطريقة الإسلام والأصالة البشرية . وكان في الزمن السابق يلعب الشعراء دورا إعلاميا هاما ، ولهذا وبخ الله سبحانه وتعالى الإعلاميين أو الشعراء الغاوين الذين يمدحون الأشرار حتى وإن كانوا حكاما أو محكومين من الأقارب أو الأباعد نسبا وقرابة ودما وصداقة ، فقال في محكم التنزيل الحكيم : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}( القرآن المجيد ، الشعراء ) .
ايها الإعلاميون النشامى العاملون في شتى وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية والانتر نت الجامعة لها جميعها كونوا عبادا أتقياءلله العظيم الحليم لخدمة الإسلام ثم الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها لتكونوا في أعلى عليين وتتجنبوا درجة أسفل سافلين . فالإعلام الملتزم خير وابقى من الإعلام المدسوس المرتزق الذي يبث الفواحش واللمم ما ظهر منها وما بطن .