المدير العام Admin
المساهمات : 292 تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| موضوع: إلى أهل القرآن طلاباًوحفاظاً ومدرسين الثلاثاء مايو 27, 2008 12:51 pm | |
| [center]بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلى أهل القرآن طلاباًوحفاظاً ومدرسين الوصايا الخاصة بالحفاظ ولا شك أن الحفاظ يحتاجون إلى مزيد العناية والرعاية ، فكما يحتاجون إلى الوصايا العامة ويدخلون تحت مسمى الطلاب في وصاياهم ، لهم وصايا خاصة تخصهم دون غيرهم .
أولاً- إحكام التمكين فلا بد بعد الفرح بختمك وحفظك أن تمكن وأن تراجع وأن تديم هذه المراجعة في أول الأمر خاصة ؛ لأن القران سريع التفلت في البداية فلابد أن تجعل لك ورداً يومياً للمراجعة والتمكين ، ولو أن تراجع في اليوم عشرة أجزاء فتختم في ثلاث ، وهو الحد الذي أثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لايفقه من قرأه في أقل منه .
ثانياً- دوام التلاوة وذلك لتعاهد القرآن خوف نسيانه ، فعن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" تعاهدوا القران فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً- وفي رواية تفصياً- من قلوب الرجال من الإبل من عقلها " وروي كذلك عن ابن عمر - رضّي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" إنما مثل صاحب القران كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وان أطلقها ذهبت" ، ولذلك لا بد من دوام التلاوة بالليل والنهار في الحل والترحال في الصلاة وخارجها ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في مسلم عن عائشة رضي اللع عنها :" يذكر الله على كل أحيانه " ، وفي حديث علي – رضي الله عنه – قال :" كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج من الخلاء فيقرئنا القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجبه أو قال يحجزه عن القران شيء ليس الجنابة " ، وفي حديث عائشة قالت:" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن " متفق عليه . فعليه أن يقرأه ويديم تلاوته قائماً وقاعداً ومستلقياً وإن كان متطهراً - أي متوضئاً أو غير متوضئ- لا يمنعه من تلاوة القران الا الجنابة وكما قال ابن الجزري في طيبة النشر :
فلــيــحــرص السعيد في تحصيله **** و لا يـمـلّ قـط مـن تـرتـيـله و ليجتـهـد فـيـه وفـي تصحيحه **** على الذي نـقـل مـن صـحـيـحه
و هذا لاشك أنه من الأمور المهمة ، كما ذكر الإمام النووي - رحمه الله - في التبيان أنه قال :" ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها ، وكان السلف - رضي الله عنهم - لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه ، روي عن أبي داود عن بعض السلف - رضي الله عنهم - أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة ، وعن بعضهم في كل شهر ختمة ، وعن بعضهم في كل عشر ليال ، وعن بعضهم كل ثمان ليالٍ ، وعن الأكثرين في كل سبع ليال وعن بعضهم كل ست ليال ، وعن بعضهم كل خمس ليال ، وعن بعضهم كل أربع ليال ، وعن الأكثرين في كل ثلاث ليال ، وعن بعضهم في كل ليلتين ، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ، ومنهم من كان يختم ثلاثاً ، وختم بعضهم ثمان ختمات أربعاً بالليل وأربعاً في النهار" .
ثالثاً- إتقان التجويد فلئن طلبت ذلك من الطالب فإنه من الحافظ آكد وألزم ؛ فإن الحافظ يُعد ويُرجى أن يكون مدرساً ومعلماً، فلا بد أن يعتني بالتجويد ، وبعض الناس يقولون بأن التجويد لا أهمية بل هو فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ، وهذا كلام يسهل رده ؛ فإنه يلزم من كل صاحب علم إجادة ما هو فيه ، وإلا ما قامت فروض الكفايات ، وهذا صاحب العلم ، فيلزمه إتقان التجويد ، فيدرس متناً في التجويد ، ويعرف شرحه ويقصد شيخاً مجازاً ليقرأ عليه ويتصل سنده عنه فينال بهذا شرفاً عظيماً .
رابعاً - العمل بالتدريس في القرآن فإن هذا من أكثر أسباب العون على دوام التلاوة والمدارسة ، مع ما فيها من الأجر والمثوبة ، والدخول في خيرية تعليم القرآن ونشره .
خامساً - الإستزادة من القرآن فإذا حفظ جوّد ، وإذا جود طلب الاجازه في قراءته ، فإذا وجد في نفسه مكنه انتقل يجمع القراءات السبع أو العشر فيجمعها من طرقها المتعددة ؛ لأن هذا يربطه بالقران ، وينيله ما ذكر من القدر والمنزلة والشرف ، إضافه إلى قيامه بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأن يكون سبباً من أسباب حفظ القران بكل حروفه التي نزل بها، والتي بلغها صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
سادساً- أن يفرح بنعمة الله - عزوجل - فرحاً مشروعاً فلئن فرح الناس بتخرجهم من الجامعة أو حصولهم على الدكتوراة. فإن حفظ القران أعظم وأشرف ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، أُثر في بعض التفاسير أن ذلك الفرح إنما هو الفرح بكتاب الله - عزوجل - وقد ذكر الآجري في كتابه [ أخلاق حامل القرآن ] ما ينبغي للحافظ من بعض الآداب التي لا نطول الحديث بذكرها
علي بن عمر بادحدح
[center][center]للموضوع بقية [/center][/center][/center] | |
|