منذ يومين قادتني الضرورة ان اذهب الى قريتي ايت ابراهيم بالمناسبة ليست الضرورة وحدها هي من تدفعني الى زيارة مسقط رأسي بل ‘ اعتدت الذهاب اليها من حين لاخر ، في الواقع ينتابني احساس عجيب وانا اقصد قريتي ينشرح صدري حينما ارى معالم ملامحها التي تأكلت بفعل التهميش والهجران، ما ان اقتربت من مدشري حتى بدأت ادقق النظر واحملق بكل تركيز من نــــــــــــافذة السيارة في الحقول الخضراء والطيور المتغردة رأيت ايضا "موحند" هو للإْشارة احد سكان القرية يرعى قطيع غنمه وهو يشد بيد ابنه الصغير اشرت اليه بيدي السلام عليكم رفع بدوره يده ورد السلام عليكم..ظلت يده عالقة في الهواء الطلق لمدة اكثر من المعتادة ..يزداد شوقي ولهفي لمدشري ودارنا القديم كلما اقتربت من المدش، فما ان بدت منازلنا في الظهور حتى اثار انتباهي شيء لطالما تمنيت ان اراه رأيت شيء او بالاحرى حلما كان يراود سكان ايت ابراهيم لسنوات طوال احقا هو حلم يتحقق اخيرا ام ماذا حتى لا اترك القارء الكريم يبحر ويضخم بفكره اشياء قد تكون ايت ابراهيم في غنى عنها، اني رأيت احدى مؤشرات ومبشرات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تترجم اخيرا ما كان يصبو البه اهل القرية رأيت اعمدة التيار الكهربائي منتصبة في كل ارجاء قريتي تأملت بإمعان هذه الاعمدة التي كان الى وقت قريب حديث اهل القرية وشغلهم الشاغل ..لا اخفيكم سروري جراء هذا الحلم لكنه كان سيكون افضل لو تم تنصيبها في السنوات الماضية ..سيكون افضل لو تم نقل التيار الكهربائي وبالتالي انارة دروب وطرق فريتي في بداية التسعينتات كأقل تقديرحينما كان السكان متشبثبون بارضيهم عندما كانت الاحياء اهلت بالسكان ، ولم يبرحها احد ..لو فكر المعنيون انذاك في فك العزلة على العالم القروي لما نزح الكثيريين الى المدن المجاورة ..لو تم تدشين القرية بالإنارة والماء الموجودون حاليا لا اختلف رأي الكثيريين من الذين هاجروها شخصيا كنت اشارك جلسات الكبار وانا تلميذ في الابتدائي كنت لا افوت فرصة حتى اقول رأيي في الموضوع اذكر ان اغلب ما كان يروج في مجامعهم هي الكهرباء والماء.. كنت اضيف لهم الطريق ..انذاك لم يكن يعير لي احد منهم اي اهتمام ..ليس لكوني صغير فحسب بل كان بعضهم يعتبر تدخولاتي في غير محلها والبعض الاخر كان يعتبرها بمثابة السخرية ..كان سيكون اقضل لو تم انارة فناء جدي عندما كان يقاسمه معه قطيع من الاغنام ..اذكر كيف كان يحمل "لامبا" ويضيء بها طريقه وهو قاصد المسجد او اي مكان اخر. وعلى ذكر ابي الكبير على حد تعبير الفرنسيين فقد صب جم غضبه عندما ظهر له مجموعة من العمال يحفرون في حقوله الزراعية،بدون استإذانه فعندما قال له احد العمال .."اعمي الحاج هذي راها ضوء ونتم كنتم بحاجة إليها"..قاطعه جدي اكيد بني ولكن( جأت متأخرة ) فهمت الكثير من مغزى رد جدي ولم امر حينذاك مرور الكرام على كلمة "جأت متأخرة " فهمت ان جدي تمنى مثل هذا في السنين الماضية الغابرة ..هو الان على مشارف القرن وقد تبين له انه افنى عمره عند ضوء " لا مبا الخافت" والشموع وشتى انواع القناديل ..في الحقيقة لا استطيع ان انسى احدى مقولات جدي الشهيرة لمصطفى المنصوري وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية وزعيم حزب الاحرار في احدى حملاته الانتخابية إلتقى بجدي وقال له ..عمي الحاج خصكوم اتعاونوننا وو...جدي ..انظر الى عيوني الحمروان بفعل الاضواء الخافتة ...يخبروك ما نحن بحاجة اليه
موضوع: واخيرا يتحقق حلم الكهرباء لقريتي لكنها جاءت متأخرة 
الإثنين مارس 10, 2008 5:55 am
