جاء الشعر العربي الجديد لإنقاذ الشعر من التردي و العقم و الجمود.
هذا الابتكار في الشعر لا يدخل على اللغة العربية شيئا ينافي في طبيعتها، هو فقط اكتشاف قدرات جديدة في لغتنا لم تستغل من قبل إلا في الظاهرة القرآنية.
هذه المدرسة الجديدة فتحت ميادين واسعة أمام الحركة الشعرية العربية في النمو و الإخصاب.
و بعد معارك شديدة انتصرت هذه الحركة الجديدة و صار الكم الأكبر من الشعر العربي ينظم على الشكل الجديد لا على الشكل القديم.
و هذا التطور في أسلوب الشعر و أشكاله ما هو إلا تجاوب مع التغيير المستمر في أسلوب اللغة و أشكالها مع تغير المجتمع و أحواله.
الأشكال القديمة خرجت عن ركب الحياة الجديدة، و أصبحت لا تساير التغيير الذي طرأ على عقول الناس و ثقافتهم و على مشاكل معيشتهم و نوع حساسيتهم.
و من هنا فالشعر يعبر عن مواقف يلقاها الناس في حياتهم، و هذه الحياة ليست جامدة، بل هي تتغير باستمرار و من ثمة يواكب الشعر هذه التغيرات فتقوم في كل مرة حركة جديدة في الشعر مستمرة.
و الشعر الجديد هو أصدق من أي شعر تقليدي.